الأحد، 30 مايو 2010

العمل المهني فــــي الإسلام: مطلب شرعي وضرورة حضار

العمل المهني فــــي الإسلام: مطلب شرعي وضرورة حضار
الرياض - د।سليمان بن فالح الصغير(الكلية التقنية

9
إن دراسة مفهوم العمل المهني في الإسلام وإحياء المبادئ والقيم المثلى التي جاء بها تنبثق أهميتها من كون العمل أداة التطور والبناء والتقدم الحضاري، ولقد أصبح العمل المهني والفني والتقني ضرورة اجتماعية وحضارية خلال العصر الحديث لما يحتله من مكانة متميزة وخصوصاً لدى الدول التي قطعت شوطاً كبيراً تجاه تنفيذ البرامج والخطط التنموية الشاملة، وتزداد أهميته بفعل عوامل التطور التقني والتغير الاجتماعي والثقافي السريع، الأمر الذي ترتب عليه إعادة النظر باستمرار في محتوياته وأساليبه وتطبيقاته. ويقف المسلمون اليوم على بوادر وعي جديد في أنحاء العالم الإسلامي لتفجير الطاقات الهائلة التي تملكها دوله والاستفادة من ثرواتها الطائلة لبناء الحياة الإسلامية على مبادئ الإسلام وهدي شريعته. وتأتي هذه الصفحات دعماً لبوادر ذلك الوعي وإيماناً بالدور الذي تقوم به هذه البحوث والدراسات العلمية في بناء الدولة العصرية التي تقوم على أساس استخدام العلم والمنهج العلمي وأثرهما البارز على زيادة الإنتاج وتحقيق السعادة والرفاهية والعزة والسيادة للمجتمع بعامة. ومن هنا تبرز أهمية طرح المفهوم الإسلامي للعمل المهني حتى تبين وتتضح أهدافه وغاياته وأحكامه وشموليته، وأن الإسلام ينظر إلى العمل والحرف والمهن نظرة كلها تكريم وإجلال تكمن في أن جعلها ضرورة من ضرورات الحياة، كما رتب عليها الأجر وجعلها أفضل الكسب وجوهر العبادة، وجعل تعلم أدائها وإتقانها والإخلاص فيها غاية يجب أن يسعى إليها المسلم. وتتضمن الدراسة محورين وخاتمة هي: المحور الأول: في مفاهيم العمل والمهن وأهمية العمل المهني في الإسلام. المحور الثاني: عرض لأهم مبادئ العمل المهني وأحكامه في الإسلام ودورها في تطور المجتمع. الخاتمة: وفيها عرض لأبرز نتائج البحث. المحور الأول مفاهيم العمل والمهن وأهمية العمل المهني في الإسلام أ- مفهوم العمل: العمل في اللغة هو : كل فعل من الإنسان أو الحيوان بقصد، وهو أخص من «الفعل» لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها الفعل من غير قصد، فليس كل فعل عملاً ولكن كل عمل فعل. ويطلق العمل في اللغة على الصفة، والمهنة، والحرفة. إذن فقد استعملت كلمة العمل في اللغة استعمالين: بمعنى المهنة، وبمعنى الفعل، إلا أن المهنة في الأغلب مصدر للرزق، والفعل في الغالب ليس بمصدر له، وعندما استعملت كلمة العمل في الإسلام كمصدر للرزق أصبح العمل يشمل أصحاب المهن اليدوية كالنجارة والحدادة وغيرهما، كما يشمل أصحاب المهن المتوسطة كعمال الزكاة والمهن الكبيرة كالولاة.. ب- مفهوم المهنة: المهنة في لغة العرب تعني الخدمة والابتذال. وقال الجوهري في الصحاح: المهنة: الخدمة وأشار إلى معنى الابتذال الموجود في كلمة المهنة بقوله: وامتهنت الشيء: ابتذلته ورجل مهين، أي حقير. قال الأسود بن يزيد النخعي لعائشة أم المؤمنين: ما كان رسول الله ص يصنع في بيته؟ قالت: «كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج فصلى». وقولها كان يكون في مهنة أهله أي: خدمتهم لأن المرء في منزله لا تظهر عليه الرسميات والوقار الذي يحرص عليه عندما يكون خارج بيته في العبادة، ويوضح ذلك حديث آخر أنها رضي الله عنها سئلت: ما كان رسول الله ص يعمل في بيته؟ قالت: «كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه». ولقد كان العرب قديماً يكرهون العمل باليد وينظرون إليه بتدن، ويعتبرونه مهيناً لصاحبه بإفقاده إياه وقاره، ويفضلون عليه التجارة واللهو لأن ليس فيهما ذلك المعنى، فقد سموا العمل بالمهنة تعبيراً عن كراهيتهم له، وأوكلوا أمر المهن إلى الموالي وغير العرب. ثم جاء الإسلام ليغير نظرة الجاهلين الخاطئة للعمل الشريف فشجع كثيراً على العمل ووعد بالأجر العظيم عليه، بل جعله مكافئاً لأعلى المراتب وهو الجهاد في سبيل الله، ولكن هذا المعنى الجاهلي زال- بفضل الدعوة الإسلامية وانتشارها ووعي رجالها بأهمية العمل اليدوي وضرورته للتقدم والرقي- لم يعد له وجود في دائرة العمل المهني فصار الناس لا يفهمون من معنى المهنة اليوم غير مزاولة المرء عملاً يكتسب منه، وقد اتضح هذا التطور الذي طرأ على معنى كلمة «مهنة» فقد جاء في المعجم الوسيط: «مهن الرجل مهناً ومهنة: عمل في صنعته، وامتهن: اتخذ مهنة، والمهنة: العمل يحتاج إلى خبرة ومهارة وحذق بممارسته». ثم ما لبثت هذه النظرة الجاهلية أن عادت إلى مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وذلك نتيجة التخلف الذي أصاب الأمة الإسلامية والتأخر عن ركب الحضارة. فقد أكد ذلك عدد من الباحثين في هذا الاتجاه هذه النظرة الجاهلية، واعتبروها من أهم المعوقات المؤدية إلى قلة إقبال الطلبة على الالتحاق بالتعليم المهني، وقد وردت أمثلة العبادات في كثير من الدراسات كأسباب لقلة الإقبال. مثل: 1- قلة وعي المجتمع بأهمية التعليم المهني والفني ودوره في التنمية. 2- العادات والتقاليد التي تنظر بتدن إلى بعض المهن والأعمال اليدوية. 3- نظرة المجتمع السلبية للعمل اليدوي. ولكن المجتمعات الإسلامية اليوم على بوادر وعي جديد في إدراك أهمية العمل المهني وقيمته وبدأت تتبنى نظرة تكريمية للعمل اليدوي باعتباره القاعدة الأساسية التي يقوم عليها التطور التكنولوجي الحديث. وبذلك يمكن القول أن النظرة المتدنية بدأت تتلاشى. ج- العمل المهني في الإسلام اهتم الإسلام بالعمل المهني بمفهومه العام والاصطلاحي وجعله من القيم التي حرص عليها الإسلام، وذلك أنه يدفع إلى تطور البلاد وزيادة الإنتاج، ففي مخاطبة الله سبحانه وتعالى نبيه نوحاً عليه السلام مغزى صريح لأهمية الصناعة في حياة الإنسان والمجتمع، قال تعالى {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا}، وفي قصص الأنبياء وأحاديث الرسول ص توجيهات تربوية نستوحي منها أهمية الصناعة والزراعة والتجارة والمهن الأُخر في حياة المجتمعات، وقد حرص الغرب على أن يبقى المسلمون محتاجين إلى علومهم وصناعتهم وإنتاجاتهم التقنية التي غزت أسواقنا ووفرت الاحتياجات الأساسية والكمالية، ولاسيما الكمالية منها، مما أضعف اشتغالنا بالصناعة، ولئلا يكون ذلك هدماً لحضارتهم لنستمع إلى ما قاله أحد الساسة الفرنسيين في هذا الشأن: «إن العالم الإسلامي يقعد اليوم فوق ثروة خيالية من الذهب الأسود والمواد الأولية الضرورية للصناعة الحديثة، فلنعط هذا العالم ما يشاء ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه عن مجاراة الغرب في الإنتاج فقد بؤنا بالإخفاق السريع، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً يتعرض به التراث الغربي لكارثة تاريخية ينتهي بها الغرب وتنتهي معه وظيفته القيادية». وقد اعتنى القرآن الكريم بالعمل المهني وجعله نعمة تستوجب الشكر حيث قال تعالى:{ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون}، قال الإمام الرازي: «يحتمل أن تكون (ما) موصولة بمعنى الذي عملته أي: بالتجارة، كأنه ذكر نوعي ما يأكل الإنسان بهما وهما الزراعة والتجارة». ويقول سيد قطب- رحمه الله-: «مشيئة الله في عمارة هذه الأرض اقتضت أن تكون للناس حاجات لا ينالونها إلا بالعمل والكد، وفلاحة هذه الأرض، وصناعة خاماتها، ونقل خيراتها من مكان إلى مكان، وتداول هذه الخيرات وما يقابلها من سلعة أو نقد أو قيم تختلف باختلاف الزمان والمكان. كما اقتضت أن يتفاوت الناس في المواهب والاستعدادات وفق حاجات الخلافة الكامنة في هذه الأرض. وهذه الخلافة لا تحتاج إلى المواهب والاستعدادات المتعلقة بجمع المال والأرزاق وحدها، وإنما تحتاج إلى مواهب واستعدادات أخر قد تحقق ضرورات أساسية لكافة الجنس الإنساني في الأرض، بينما يفوتها جمع المال والأرزاق ويعوزها». وقد ذكرالضرب في الأرض في القرآن الكريم بمعنى السير فيها للتكسب بالعمل والتجارة والضرب هو البعد في الأرض، ولعل المضاربة مأخوذة من ذلك وهي أن تعطي إنساناً من مالك ما يتجر فيه. وقد فسر قوله تعالى {وآخرون يضربون في الأرض} بأنه التقلب للتجارة كما فسر قوله تعالى {.. لا يستطيعون ضرباً في الأرض} بأنه السعي للكسب. وقد نوه القرآن الكريم بشأن كثير من الصناعات، ومن ذلك: - صناعة الحديد {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس}. - صناعة الأكسية {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين}. - صناعة الدروع {وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد}. قالوا: درع سابغ تام واصع، والسرد حرز ما يخشن ويغلظ كنسج الدروع وخرز الجلد واستعير هنا لنظم الحديد. - وصناعة الجلود {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}. - صناعة السرابيل: {.. وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} - قالوا: السربال: القميص من أي شيء كان، فقد يكون من القطن والكتان وغيرها، وقيل: هي ما لبس من قميص ودروع فهو سربال. - الصناعات المسكنية {.. وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً). - صناعة السفن والمراكب {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا} يقول الفارابي: «إن فضيلة العلوم والصناعات تكون بإحدى ثلاث إما بشرف الموضوع، وإما باستقصاء البراهين بعظم الجدوى التي فيه. وأما ما يفضل على غيره بعظم الجدوى التي فيه فالعلوم الشرعية والصنائع». ومما يؤكد أهمية العمل المهني ومكانته في الإسلام أنه قاعدة البناء الهرمي للعمل وهي أوســعه حيث تشمل العمال والمهنيين ومن يقاربهم والمجتمع يحتاج إليهم: لأن العمال اليدويين يمارسون بأيديهم ويقوم كل شيء فيه على سواعدهم القوية، فهم الذين يفلحون الأرض ويشقون الأنهر، ويرفعون البنيان، وقد يتصور أن تقوم جماعة تعيش بالعمل اليدوي ولا تتصور جماعة من غيرهم، ولكن الحضارة لا تقوم إلا بهم مع المفكرين بدرجاتهم المختلفة. المحور الثاني: مبادئ العمل المهني وأحكامه في الإسلام ودورها في تطور المجتمع. أ- مبادئ العمل المهني في الإسلام وأحكامه: 1- العمل جوهر العبادة: العمل المهني في الإسلام يعد جوهر العبادة مادام في حدود ما شرعه الله سبحانه، وهو الأثر الظاهر لما يعتقده المسلم، إذ إن الإيمان عقيدة وعمل. وإذا أدرك الإنسان حقيقة الإيمان وجد باعثاً من داخل نفسه يدعوه إلى العمل في مجالات الحياة المختلفة ليقوم بمهمته في عمارة الأرض وقيادة البشرية إلى ما فيه خير لها. وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة مرهونة بعمله ولا مجال في الإسلام لأن يعيش المسلم على الأماني، يقول الإمام أبوزهرة: «وليست العبادة في الإسلام مقصورة على الصلاة والصوم والحج وغيرها مما تكون العلاقة فيه بين العبد وربه، بل العبادة في الإسلام أعم وأشمل». «فالعامل اليدوي الذي يعمل باليد أو بالوقوف على الآلة التي تسير يقوم بفرض كفائي حث عليه الإسلام وحبب آليته فقد قال ص: «ما أكل ابن آدم طعاماً خير من عمل يده، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده». والأعمال الفنية كلها فروض كفاية، فيجب على الأمة أن توفر هذا الصنف من العاملين، وإن لم يكونوا فإن الجماعة كلها تأثم، ويكون الوزر على الجميع، وإذا أقامت العاملين الفنيين وقصروا فالوزر عليهم وحدهم، لا يختص به كبيرهم ولا يسلم منه صغيرهم. وليعلم العامل المهنى أنه ليس خادماً عند صاحب العمل، إنما هو خادم للأمة كلها تتضرر بتقصيره وتنعم بجده، وقصر نظره على العلاقة بينه وبين رب العمل قصور في النظر إلى أداء الواجب، وأن العامل بعمله يؤدي واجباً دينياً له ثوابه عند الله تعالى، وليحتسب عند ابتداء عمله في كل يوم من أيام العمل النية، وليطلب الثواب من الله تعالى، فإنه في عبادة مستمرة إن أخلص لله في عمله صدق الجماعة في تصرفه. 2- ارتباط السعادة بالعمل المهني: ليس مقصوراً على الدار الآخرة وحدها بل يجري الجزاء في الدنيا فمن سنن الله فيها أن يعطي كل عامل مجد ثمرة عمله، فالطالب أو المدرس أو الصانع أو المزارع أو التاجر يدعوه دينه إلى أن يكون عاملاً مثابراً مخلصاً متقناً لعمله لأن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه. لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتقنون مهن الحياة، زراعة وتجارة وصناعة، ولم يكن إيمانهم بالآخرة مانعاً لهم العمل للدنيا، قال تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا}. 3- العمل المهني مستمر إلى آخر لحظة من العمر: الأخذ بأسباب عمارة الأرض حتى آخر لحظة من العمر هو شأن المسلم، إذ يقول ص:«إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها}. 4- العمل المهني ضرورة حياتية: نظر الإسلام للعمل نظرة كلها تكريم وإجلال تكمن في أن الإسلام قرن العمل بالجهاد، قال تعالى: { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}. 5- اقتران العمل المهني بالصلاة والحج: قرن العمل بالصلاة في قوله تعالى {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}. وفسر بعض العلماء (المنافع في الحج) في قوله تعالى: {ليشهدوا منافع لهم} بأنها «الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا». 6- التخفيف في العبادة من أجل العمل المهني: خفف الله سبحانه وتعالى على عباده قيام الليل نظراً لانشغالهم بالعمل في النهار حتى لا يرهقهم التعبد في الليل قال تعالى {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله}. 7- العمل جهاد: لم يكتف الإسلام بهذا القدر في بيان قيمة العمل المهني والحث عليه بل اعتبر العمل بعامة جهاداً، فقد قال بعض الصحابة وقد رأوا شاباً قوياً يسرع إلى عمله: لو كان هذا في سبيل الله فيرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم بقوله: «لا تقولوا هذا فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهوفي سبيل الشيطان». وقال صلى الله عليه وسلم:«العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع». وبعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سفيان بن مالك ساعياً بالبصرة فمكث حيناً، ثم استأذنه في الجهاد فقال له عمر: أو لست في جهاد؟ وقال صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار». 8- العمل المرهق مكفر للذنوب: جعل الإسلام الإرهاق بعد العمل من أسباب رضا الله وتكفير الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: «من بات وانياً من عمله بات والله عنه راض»، وفي رواية« من بات كالاً من عمله بات مغفوراً له». 9-أجر العمل المهني دنيوي وأخروي: حث الإسلام على العمل المهني بالأجر العظيم في قوله صلى الله عليه وسلم: «من بنى بنياناً من غير ظلم ولا اعتداء، أو غرس غرساً في غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جار ما انتفع به من خلق الله» وقال صلى الله عليه وسلم: «مامن رجل يغرس غرساً إلا كتب الله عز وجل له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغراس». وقال أيضاً: «مامن مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة». 10- العمل المهني سر خلافة الإنسان في الأرض: تسخير الله سبحانه وتعالى للإنسان كل شيء في هذا الوجود لخدمته، واستمرارية وجوده وخلافته في هذه الأرض يجعل العمل شيئاً ضرورياً فيستفيد من هذا التسخير، حيث إن هذا التسخير لا يغني عن العمل. 11- العمل المهني أحد عنصري الإنتاج: أقر الإسلام العمل واعتبره أحد عنصري الإنتاج، إذ باتحاد عنصري الإنتاج (وهما العمل البشري اليدوي والموارد الطبيعية) تنتج السلع والبضائع التي تشبع بها حاجات البشر، وتنفعهم في حياتهم الدنيا. لو لم يكن العمل المهني هو العنصر الفعال في طرائق الكسب التي أباحها الإسلام لما جعله أبرها وأطيبها على الإطلاق، ولذا وجب أن يكون الجهد الذي يبذله الإنسان- مستهدفاً إنتاج السلع والخدمات- منظماً، إذ بغير التنظيم يصبح الجهد البشري ضرباً من العبث، لذلك كانت نظرة الإسلام للعمل تقوم على اعتبار العمل المنظم، إذ لا فصل بين العمل والتنظيم، فكلاهما ضروري للآخر. 12- العمل المهني من أشرف وسائل الكسب: فقال صلى الله عليه وسلم:«خير الكسب كسب العامل إذا نصـح». وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود- عليه السلام- كان يأكل من عمل يده». 13- العمل المهني فرض من فروض الكفاية: التي إن قام بها بعض أفراد المجتمع قياماً يسد حاجة المجتمع ويدفع عجلته للتقدم والرقي سقط الإثم عن الباقين، وإلا أثمت الأمة كلها، وتحول فرض الكفاية هذا إلى فرض عين على كل من يستطيع، يقول الإمام ابن تيمية في بيان حكم أنواع من الصناعات: «لهذا قال غير واحد من الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما كأبي حامد الغزالي وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهم إن هذه الصناعات فرض على الكفاية، فإنه لا تتم مصلحة الناس إلا بها». 14- ذم أنواع البطالة في الحث على اتخاذ عمل مهني: لقد حارب الإسلام البطالة والكسل والخمول وسعى إلى القضاء عليها بجميع أشكالها سواء كانت بطالة ظاهرة أو بطالة مقنعة، بطالة إجبارية كعدم الحصول على العمل مع وجود الرغبة والقدرة، أو بطالة اختيارية بسبب عدم الرغبة وتفضيل الكسل والخمول. وهناك من الأحاديث الصحيحة الصريحة في النهي عن البطالة والقعود بلا عمل كقوله ص:«لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه». وقد ذم السلف الصالح العاطل عن العمل كقول ابن مسعود «إني لأكره الرجل فارغاً لا في عمل الدنيا ولا في الآخرة». 15- احترام العمل وتقديره: لقد قدم لنا الإسلام القدوة والمثل الأعلى على الاهتمام بالعمل وبيان شرفه، حتى إن الله تعالى جعل العمل نوعاً من الشكر له لأن به تتحقق فائدة ما أنعم به وما أوجده في هذا الكون، والرسول صلى الله عليه وسلم: ربى المسلمين على هذا الاهتمام، فبين شرف العمل وأهميته عند الله في مناسبات شتى. إن احترام العمل وتقديره والنظر إليه كقيمة بحد ذاته سبب رئيس في قيام الحضارة الإسلامية، فالعمل هو الثروة الدائمة لأية أمة من الأمم، وهو الطريق الأقوى لبناء الاقتصاد والتقدم العلمي وتحقيق القوة والسيادة. ولقد أدرك المسلمون الأولون ذلك جيداً وطبقوه في شكل ممارسات واقعية لم يستثن أحد لمكانته أو ثروته مما أدى بهم إلى بناء مجتمع إسلامي قوي استطاع أن يفرض وجوده على العالم أجمع. وإحياء مثل هذا المبدأ واجب لتخليص الأمة الإسلامية من الافتقار إلى موارد الغذاء والآلات والمصنوعات. وهكذا نرى أن الإسلام يقدر العمل ويحترم محترفيه، وأن إصلاح القيم السلبية تجاه العمل المهني والعمال يكمن في سيادة القيم الدينية الإسلامية، سواء في القطاعات التعليمية أو العملية. 16- إتقان العمل وإحكامه: إن الإتقان والإحكام مطلوبان في كل شيء يعمله الإنسان، ولا تستقر الحياة، ولا تتقدم الأمم، ولا تنضبط الأمور إلا عندما تكون متقنة ومحكمة. والإسلام حث على الإتقان. ففي الحديث: «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». وفي رواية «إن الله يحب من العامل إذا عمل عملاً أن يحسن». ولقد كان من أهم أسباب نجاح الصناعات الحديثة في بعض الدول وتفوقها على غيرها اهتمامها بمراقبة الجودة النوعية، ثم انتشار أسلوب وجود قسم متخصص في كل مصنع لمراقبة جودة الإنتاج واستبعاد أية قطعة ليست في غاية الإتقان، ثم عقد اجتماعات دورية للجان الجودة النوعية لاقتراح ما يرونه مناسباً لتحسين نوعية المنتجات، بل تطور الأمر فيما بعد إلى إيجاد فريق متابعة الجودة خارج المصنع، وذلك باكتشاف أي خلل أو قصور في أية سلعة، واستبدالها وتعويض المستهلك عن أية خسارة تحملها نتيجة لذلك. وقد أوجدت تلك الدول جائزة سنوية تمنح للشركات التي تحقق أعظم تحسن في الجودة النوعية. ولأهمية ذلك فقد أنشئت رابطة دولية لحلقات مراقبة الجودة النوعية. وإذا كان هذا حال الإنسان الذي لا يهمه إلا الكسب المادي في هذه الحياة فما أحرانا نحن المسلمين بمثل هذا السلوك، لننال الثقة في الدنيا والفوز في الآخرة. إن كل عمل لابد له من هدف في هذه الحياة فالإنسان وجد في هذه الحياة لهدف وغاية، ولم يوجد عبثاً، لذا يجب أن تكون أعماله لأهداف وغايات، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا بإتقان العمل، ومما يعين على الإتقان ما يلي. أن يختار الإنسان العمل أو المهنة التي يحبها ويقتنع بها، وتنسجم مع ميوله وإمكاناته، ويعد هذا من الأمور الضرورية جداً لنجاح الإنسان في عمله والإبداع فيه. مراقبة الله في هذا العمل وأنه أمانة يجب عليه أن يؤديه على أحسن وجه وأكمله، وأن أي وقت يضيعه وهو في عمله يكون قد أخذ أجره عليه بدون مقابل، وأطعم نفسه وأولاده من حرام. الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى يأجر الإنسان على عمله عندما يبذل جهده لإتقانه وإحكامه، وإن لم يصل إلى المستوى المطلوب. ولذا لو أخطأ فإن الله سبحانه وتعالى يأجره. التخصص في الأعمال، فإن ما نراه اليوم في مكتبات العالم من التراث الضخم للمسلمين كان أحد أسباب وجوده الرئيسة هو التخصص، فمنهم من برز في القراءات ومنهم برز في الحديث ومنهم برز في الفقه، ومنهم في الأصول ومنهم في الرياضيات ومنهم في الطب ومنهم في النحو واللغة، وغير ذلك من العلوم. ومن أراد أن يأخذ كل شيء يخرج بلا شيء، لأن الإنسان له قدرات محدودة، فإذا فرقها في كثير من العلوم ضاعت. وما نراه اليوم من نهضة شاملة فإن أبرز أسبابها أيضاً التخصصات، فتجد عالماً ركز على دراسة جزء من أجزاء الجسم فبرز فيه. فهذا برز في القلب وثان في الأنف، وثالث في العين ..وهكذا. الاستفادة من الآخرين، فلا يبدأ الإنسان من الصفر وقد سبقه أناس بحثوا وتعبوا وتوصلوا إلى حقائق، فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها وهو أولى الناس بها. الصبر والمثابرة في العمل، فالأمور لا تنال بسهولة، وكلما عظمت الأمور احتاجت إلى صبر أكبر وعمل أكبر وفي هذا يقول الشاعر: ذريني أنل ما لاينال من العلا فصعب العلا بالصعب والسهل بالسهل تريدين إدراك المعالي رخيصة ولابد دون الشهد من إبر النحل التشجيع من قبل المختصين لمن أتقن وبرز في أي عمل من الأعمال المهنية، بل أي مجال من المجالات، فإن هذا دافع قوي للمنافسة في الإتقان، والزيادة من الدقة والإحكام. والله سبحانه وتعالى يجازي كل إنسان بقدر عمله وجهده، فهكذا يكافأ المحسنون على إحسانهم حتى يكون ذلك دافعاً لهم إلى الأمام. وإن أبلغ الصدقات إتقان العمل، ومن أوجب ما يقرب العبد إلى ربه العمل المتقن الجيد. كما ورد في الروايتين السابقتين عن النبي العامل الذي كان يشترك مع العاملين في العمل اليدوي، وهي تبين فضل العامل إذا أخلص وأتقن وتقرب إلى الله تعالى بالعمل للناس ليفيدهم، فإذا عطل العمل، فهو آثم أمام الله، مفسد أمام الناس. ب- دور المبادئ والأحكام الإسلامية للعمل المهني في تطور المجتمع: من خلال المحورين السابقين تبينت قيمة العمل المهني وتعليمه فإعداد الفرد لممارسة مهنة معينة واكتساب خبرة فيها واستمرار تطويرها لديه، يجب أن يكون واحداً من أهداف التنمية لدى المجتمعات الإسلامية باعتبار أن ذلك مطلب شرعي قبل أن يكون حضارياً. ومن هنا ومن هذه المنطلقات والمبادئ والأحكام التي جاء بها الإسلام من شأنها إعادة مكانة العمل المهني وذلك يستوجب إحياءها ودراستها وترسيخ مفاهيمها لدى الطلاب في المراحل المختلفة من التعليم وبخاصة المراحل الأولى، وليس شرطاً أن تدرس في مناهج العلوم الدينية الإسلامية بل يمكن مدرس المواد الأخرى ترسيخها في مفاهيم الطلاب، فلا تطرح مناهج العلوم المهنية التقنية في أثناء تعليمها وتدريب الطلاب عليها كعلوم مادية جافة. إن ربطها بتلك القيم والمبادئ كفيل أن يحقق تقدماً كبيراً وحرصاً وإقبالاً على الالتحاق ببرامج التعليم المهني. إذن ولكي يُفعَّل دور المبادئ والقيم والأحكام الإسلامية في تعزيز قيمة العمل المهني يجب أن يتركز العمل والسعي الدؤوب في غرس القيم والمبادئ الإسلامية والاتجاهات الملائمة للعمل الناجح في المجتمع الحديث (كالفخر بالمهنة وحب العمل وإتقانه والتفاني فيه والمواظبة والانضباط وغيرها) لا بأسلوب الوعظ والمحاضرة واللافتات وحسب، وإنما- وهذا هو الأهم- بمطالبة أعضاء هيئات التدريس والطلبة بالالتزام الشخصي بهذه القيم في سلوكهم، البرامج والنشاطات الكفيلة بتحقيق ذلك. ومن هنا يتجلى دور مبادئ العمل المهني في الإسلام ويتمثل فيما يلي: 1- خروج الشخصية الإنسانية الصالحة المسلمة السوية التي تؤدي عملها وتقدر دورها التنموي في المجتمع الذي تعيش فيه وتتعامل معه. 2- التوصل إلى جهود علماء المسلمين في مجال ترسيخ قيمة العمل كقيمة تربوية،ومن ثم إبراز هذه المجهودات في هذا المضمار؛ إذ استطاعت التربية الإسلامية من خلال هذه المجهودات أن تفتح ذراعيها لجميع التجارب الإنسانية الصالحة جميعها. 3- الإخلاص في العمل يجعل الدنيوي قربة وعبادة إلى الله تعالى، وهذا بدوره حافز لمضاعفة الجهد والإنتاج. 4- إذا أدرك الإنسان حقيقة الإيمان وجد باعثاً من داخل نفسه يدعو إلى العمل في مجالات الحياة المهنية المختلفة ليقوم بمهمته في عمارة الأرض، وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة مرهونة بعمله، ولا مجال في الإسلام أن يعيش المسلم على الأماني. 5- سد الاحتياجات المعرفية والمتطلبات من الكوادر المهنية والفنية التي يحتاج إليها المجتمع لتنفيذ خططه الإنمائية في شتى مجالات الحضارة الإنسانية وتطبيقاتها العملية. 6- الإسهام في تطوير المجتمع وزيادة إنتاجية المنتجين للعمل على تقليل نسبة البطالة المبطنة والواضحة والتخلص أو التخفيف من العمالة الأجنبية. 7- التخصص في الأعمال يعني المهارة لدى المتخصصين، وفي هذا العصر تبرز وتتأكد أهمية التخصصات التقنية والمهنية في تجويد الإنتاج الذي حض علىه الرسول ص بقوله «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». 8- القيم الإسلامية للعمل تجعل المجتمع يرتكز على قاعدة صلبة من الدراسات العملية والتطبيقية القادرة على التعامل مع التقنية ومنجزاتها تعامل المدرك لأسرارها والعالم بمكنوناتها. 9- قيمة احترام العمل وتقديره تخلص الأمة الإسلامية من الافتقار إلى موارد الغذاء والآلات والمصنوعات. فاحترام العمل وتقديره والنظر إليه بصفته مبدأً إسلامياً بحد ذاته سبب رئيس وطريق قوي لبناء الاقتصاد والتقدم العلمي واللبنة الأولى في إصلاح القيم السلبية تجاه العمل والعمال. 10- إن إدراك الإنسان لمسؤوليته عن نفسه وسعيه وكسبه ومجتمعه وعن مواهبه أيضاً وملكاته واستعداداته العقلية والجسمية والنفسية يجعله يعمل بروح عالية فيما يعود على نفسه ومجتمعه ووطنه بالخير ورفع مستويات ذلك من الناحية المادية والمعنوية. 11- إتقان العمل من قيم الإسلامي التي تعد من أهم أسباب نجاح الصناعات الحديثة. 12- ومن آثار القيم الإسلامية أنها تستوجب الاهتمام بالعمل المهني والفني والتقني، إذ سيسهم ذلك في الحد من نمو القوى العاملة غير المسلمة، كما سيؤدي الاعتماد على قوة العمالة الوطنية التي يفرض الواقع تأهيلها لاستطاعتها التكيف مع المتطلبات التكنولوجية الحــديثة. فقد أكدت إحــدى الدراسات ضرورة إنشاء العديد من مراكز التدريب المهني على نفقة الدولة وبمشاركة القطاع الخاص مع تقديم الحوافز المالية الكافية لاجتذاب العمالة الوطنية في القطاع الخاص لتحل محل العمالة الأجنبية. 13- إدراك قيمة المسؤولية تستوجب على المسؤولين تحديد احتياجات المجتمع تحديداً واضحاً وفق استراتيجية مرسومة على المدى الطويل تراعي النواحي التنموية والتطورات الحضارية فتتضح الرؤية تماماً وتتحدد الأهداف الكمية والنوعية وتأتي الخطط المرحلية وافية بحاجات المجتمع. الخاتمة تتلخص النتائج التي خرج بها البحث، فيما يأتي: 1- إن العمل بمفهومه العام يشمل كلاً من المهنة والحرفة كما يشمل الأعمال الفنية والتقنية والمهنية باصطلاحاتها الحديثة. 2- إن نظرة الإسلام إلى العمل والحرف والمهن نظرة كلها تكريم وإجلال تكمن في أن جعلها ضرورة حياتية ورتب عليها الأجر وجعلها أفضل الكسب وجوهر العبادة. 3- العمل جهاد ومكفر للذنوب وموجب للأجر الدنيوي والأخروي. 4- إن التعليم المهني والفني والتقني ضرورة اجتماعية وحضارية في العصر الحديث لما له من أهمية كبيرة في تنمية القوى البشرية. 5- العمل سبب لدرء الفساد الذاتي والاجتماعي ووسيلة لدفع الفقر. 6- إن الإسلام دين العلم، إذ لا يعرف التاريخ أمة من الأمم ترفع من شأن العلم وأهله كأمة الإسلام وممارسة العمل لا تقل أهمية عن العلم والتعليم. 7- محاربة الإسلام للبطالة والكسل والخمول وسعيه إلى القضاء عليها بجميع أشكالها وصورها. 8- إن للعمل مبادئ وقيماً إسلامية مثلى بينتها الشريعة الإسلامية وحثت عليها. 9- إن علاج ضعف الأمة الإسلامية وتفرقها وإعادة بناء اقتصادها ودعم قوتها واستقلالها يكمن في إدراك أفرادها ومجتمعاتها للمبادئ والقيم الإسلامية للعمل، وبخاصة العمل المهني ومكانته في الإسلام والعمل الجاد على ضوء هذه المبادئ والقيم. 10 - فضيلة الأخذ بالأسباب المشروعة وأنها لا تنافي التوكل على الله. 11 - امتهان السؤال سبب في وجود كثرة العاطلين في المجتمع الإسلامي. 12 - تحريم السؤال على من كان قادراً على العمل. 13 - أهمية التخصص في الأعمال وأنه من أبرز أسباب وجود هذا الكم والتراث الضخم للمسلمين في مكتبات العالم، كما أنه أبرز أسباب النهضة الشاملة التي يعيشها العالم اليوم. 14 - إن الإخلاص يحول العادة المباحة إلى قربة وعبادة. 15 - إن العمل المهني مطلب شرعي قبل أن يكون ضرورة حضارية. نشر في مجلة (التدريب والتقنية) عدد (11) بتاريخ (ذوالقعدة 1420هـ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق